(( كتاب انزلناه مباركا ليتدبروا آياته وليتذكر اولى الالباب ))
((أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)) محمد :24
ويقول ابن القيم فى الاسباب العره لمحبة الله تعالى:
السبب الاول:قراءة القرآن بتدبر.
وهذه قصة رجل من السلف الصالح تدبر القران ووصل الى سعادة الجنيا ونرجو ان يكون من السعداء
فى الاخره, ذلك الرجل هو حاتم الاصم الخاشع فى صلاته ,, حين سأل كيف انت دخلت فى الصلاه؟
فيقول اذا دخلت فى الصلاه جعلت كأن الكعبه امامى والموت ورائى والجنه عن يمينى والنار عن شمالى
والصراط تحت قدمى, والله مطلع على وأقرأ بالترتيل واسبح بالتعظيم واسجد بالخشوع ثم أتم ركوعها
وسجودها , فإذا سلمت لا ادرى اقبلها ام ردها على.
وسأله استاذه كم منذ كم صحبتنى؟ قال منذ ثلاث وثلاثون سنه.قال وما تعلمت منى فى هذه المده؟
قال حاتم :تعلمت ثمانى اشياء .فقال استاذه :إنا لله وإنا اليه راجعون ,,,ذهب عمرى معك ولم تتعلم إلآ
ثمانى مسائل فقط؟ قال يا استاذى لم اتعلم غيرها ولا احب ان اكذب عليك,فقال استاذه أأتنى بها.
قال حاتم:نظرت الى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه الى القبر,فإذا وصل الى
القبر فارقه, فجعلت الحسنات محبوبى فإذا دخلت الى القبر دخل محبوبى معى,فقال له احسنت ياحاتم.
2- نظرت الى قول الله تعالى(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى)
فعلمت ان قوله تعالى هو الحق فأجهدت نفسى فى دفع الهوى حتى استقرت لى طاعة الله.
3- انى نظرت الى هذا الخلق فرأيت كل من معه شىء له قيمه ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت
الى قول الله عز وجل (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) فكلما وقع معى شىء له قيمه ومقدار وجهته الى الله ليبقى عنده محفوظا.
4- نظرت الى هذا الخلق فوجدت كل واحد منهم يرجع الى المال والحسب والشرف والنسب
فنظرت فيها فإذا هم لا شىء ,ثم نظرت الى قوله تعالى( إن اكرمكم عند الله اتقاكم) فعلمت فى التقوى
حتى اكون عند الله كريم .
5- نظرت الى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم البعض واصل هذا كله الحسد ثم نظرت الى قول الله تعالى
"نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا)فاجتنبت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت ان القسمه من
عند الله سبحانه وتعالى واجتنبت الخلق عنى .
6- نظرت الى الخلق فوجدتهم يبغى بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت الى قول الله تعالى
(ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فعاديته وحده واجتهدت فى اخذ حذرى منه لان الله تعالى شهد
عليه انه عدو لى فتركت عداوة الخلق .
7- نظرت الى الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذا الكسره فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له
ثم نظرت الى قوله تعالى(وما من دابة فى الارض إلآ على الله رزقها ) فعلمت انى واحد من هذه
الدواب التى على اله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى على وتركت مالى عنده.
8- نظرت الى الخلق فوجدت كلهم متوكلين على مخلوق ,هذا على صنيعته وهذا على تجارته
وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق يتوكل على مخلوق مثله فرجعت الى قوله تعالى (ومن يتوكل على
الله فهو حسبه ) فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبى .
قال له استاذه ياحاتم وفقك اله تعالى فانى نظرت فى علوم التوراه والانجيل والزبور والفرقان العظيم
فوجدت جميع انواع الخير والديانه وهى تدور على هذه الثمانى مسائل فمن استعملها فقد استعمل
الكتب الاربعه؟
وقال الامام الشافعى : من اراد الدنيا فعليه بالقران ,,ومن اراد الاخره فعليه بالقران ومن ارادهما
معا فعليه بالقران.
انظروا الى هذه الايات التى لا تتجاوز العشر كيف رسمت سعادة الدنيا والاخره
لهذا الرجل؟؟؟؟؟
اللهم ارزقنا تلاوة القران اناء الليل واطراف النهار واعننا على تدبره
اللهم اميـــــــــــــــــن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته